براند رغم الظروف

كان الركود سيد الموقف ,في وطن عصفت به الأزمات المتتالية أسفرت عن تراجع كبير في مجال الريادة و الأعمال ؛و كان اللبناني امام موقفين لا ثالث له و صبر 

و كما تناول سبنسر جونسون انواع الأشخاص في مواجهة الأزمات اعتبر ان منهم من يبقى في مكانه و النوع الآخر كالسهم  تدفعهم الشدائد  للمضي قدما.

أما بالنسبة لي فقد ترافق إنجابي لطفلي الثاني مع الأزمة الإقتصادية و ما نجم عنها من غلاء فاحش و تدني مستوى الأجور . فكان لا بد لي من بالتفكير بطريق تمكنني من العمل داخل المنزل . بدأت أدون الأفكار و المشاريع التي يمكن أن تكون بمثابة قارب نجاة من هذه المحنة فكانت علامتي التجارية “Brand by leya

للأمانة و أقولها جهرا ..لم أكن في رحلة إستجمام في جزر المالديف أحتسي العصير و أتأمل جمال الشاطئ حين خطرت على بالي الفكرة إنما الشدائد المتتالية و ما ذكرته اّنفا من ظروف أجبرتني أن أسعى جاهدة لأنجو و عائلتي من تبعياتها الكارثية

 و تذكرت قوله تعالى “أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” و أدركت أن التغيير يبدأ من الداخل و آمنت يقينا  ان الله جعل في كل منا بذرة تصبح شجرة أصلها ثابت و فرعها في السماء إذا ما سقيت بالجهد و الصبر و السعي.

بدأت بدراسة جدوى المشروع ،  حاجة السوق ، دونت جداول زمنية للعمل و أعطيت لفكرتي طابعا عمليا بامتياز . و لم اسمح لنفسي بالتذرع بواجباتي كأم أو ضيق أو الظروف التي تعصف بوطني بل كنت على ثقة بنجاح هذا المشروع و انطلاقه من اقصى شمال لبنان الى العالم اجمع بإذنه فهو على كل شيء قدير  ؛ 

بعت ما املك من  ذهب بدمع جبل بالغصة و الأمل لأنني لم أكن أملك رأس المال اللازم للإنطلاق .اشتريت الاقمشة بحماس شديد و اخترت التصاميم و بت اتخيل كل ليلة  انطلاقة علامتي التجارية.

و بما أن فكرتي كانت تقوم على تصميم الملابس بصناعه لبنانية و الصناعه كانت و لازالت شبه متوقفة لغياب التيار الكهربائي و غلاء المحروقات الفاحش ، بدأت تخالجني مشاعر الخوف و التردد . و كم كانت خيبتي عظيمة عنما قابلت أول خياط عزمت على التعامل معه و كم كان وقع كلماته الساخرة ثقيلا على مسمعي بعد أن كنت أشرح له مشروعي و كلي أمل و حماس بتشجيعي و تهنئتي ..صعوبات كثيرة مررت بها  ، فأ،ا لا أملك الخبرة في جال التصميم كوني خريجة قانون و أقطن في قرية نائية  فكان لعمل مليئا بالتحديات ، خاصة في ظل  غياب الدعم وعبارات التثبيط من البيئة المحيطة و لكنني قطعت عهدا على نفسي بأن لا عائقا سيثنيني عن بلوغ هدفي  أحلامي ستغدو أهدافا و أهدافي ستغدو واقعا متألقا .

   لم أكترث لأي رأي فإيماني و أملي كانا اكبر من ان يزعزعهما حاقد أو محبط ؛و بفضل لله و كرمه و سعيي و صبري اعتمدت على التعليم الذاتي عبر برامج و مواقع مجانية تختص بالتصميم و التسوق الإلكتروني و انطلقت بعلامتي التجارية عبر منصة إنستغرام. “brand by leya” 

ها أنا اليوم بعد مرور سبعه اشهر أرى معجزتي الصغيرة امامي بصفحة تضم سبعه عشر الف متابع و في تزايد مستمر .

أضحيت  اقطف ثمار هذا النجاح معنويا و ماديا.

نصيحتي لكل شاب أراد خوض غمار العمل الحر 

**لا تدع الازمات تكون عذرا لك بل اجعلها سببا لانطلاقك 

*مهما كان مجال تخصصك تعلم ذاتيا في اي مجال تحبه و خض التجربة يمكنك النجاح اينما وجدت فقط آمن بخالقك و بنفسك* 

*لا تسمح للأشخاص السلبين بإنتزاع طاقتك او أفكارك انت صنيعه خالق عظيم تضيء الكون بقدرته فقط إسعى فربنا الكريم قال لنا “وليس للإنسان الا ما سعى * تفكر بما يتحكم بك بل بما يمكنك التحكم به*  *لا

دعونا نعمل نسعى نجتهد نتفاءل  و نصنع الحياة التي نستحق. 

اتمنى لكم قراءة ممتعة و مفيدة و دعمكم لمشروعي بمتابعة صفحتي @brandbyleya

ليصل الى العالم اجمع

المصممة اللبنانية ليا مراد 

مقالات ذات صلة

فرص الطلاب في العمل الحر عبر الانترنت: كيف أصبح العمل الحر الخيار الأفضل على الإطلاق؟

غيرت الثورة الإعلامية والتكنولوجية التي عرفها العالم خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من المعطيات التي كانت تتحكم في حياتنا، وأثرت بشكل ملحوظ على جميع جوانبها؛…

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *